ظهر مفهوم الدمج عام 1981 و عرّف بأنه "التكامل
الاجتماعي والتعليمي للمعاقين مع العاديين". ويهدف إلى تقديم الخدمات الملائمة للأطفال ذوي الإعاقات
المختلفة في بيئات تضم أقرانهم من العاديين ويتم تطبيقه في التعليم من خلال تيسير
الحصول على التعليم العام للتلاميذ ذوي الإعاقة جنباً إلى جنب مع العاديين من
أقرانهم.
الهدف من الدمج الاجتماعي تدريب الطفل المعاق على سلوكيات اجتماعية مقبولة،
وتصحيح سلوكياته الخاطئة، وإكسابه عادات اجتماعية وأخلاقية جيدة، وتدريبه على
العمل الاجتماعي وتزويده بالخبرات الاجتماعية الضرورية، لتوثيق صلته بمجتمعه،
وتعديل نظرة المجتمع تجاهه، ومساعدته على الاعتماد على نفسه.
فوائد دمج الطفل المعاق في الفصول الدراسية تحقيق الاستقلالية
والكفاية الذاتية للطفل ويكسبه الثقة في النفس، ويشعره
بقيمته في الحياة ويجعله يتقبل إعاقته، ويدرك قدراته وإمكاناته في وقت مبكر، ويشعره
بانتمائه إلى أفراد المجتمع الذي يعيش فيه، من
فوائده أيضًا أنه يكتسب مهارات جديدة، ويمد الطفل بنموذج شخصي، اجتماعي، سلوكي
للتفاهم والتواصل، ويقلل الاعتماد المتزايد على الأم، ويضيف رابطة عقلية وسيطة
أثناء لعب ولهو الطفل المعاق مع أقرانه العاديين.
الدمج لا يعود بفوائد على الطفل فقط بل أثره يعم على أطراف أخرى منهم:
الأطفال العاديين: فالدمج يؤدي إلى تغير
اتجاهات الطفل العادي نحو الطفل ذو الإعاقة، يساعد
الطفل العادي على أن يتعود على تقبل الطفل المعاق ويشعر بالارتياح مع أشخاص
مختلفين عنه، وقد أوضحت الكثير من الدراسات على إيجابية الأطفال العاديين عندما
يجدون فرصة اللعب مع الأطفال ذوي الاحتياجات خاصة باستمرار وفي نظام الدمج هناك
فرصة لعمل صداقات بين الأشخاص المختلفين.
فوائد الدمج لأولياء الأمور يشعرهم بعدم
عزل طفلهم المعاق عن المجتمع، كما أنهم يتعلمون طرقا جديدة لتعليم الطفل، وعندما
يرى الوالدان تقدم الطفل الملحوظ وتفاعله مع الأطفال العاديين فإنهما يبدأن
التفكير في الطفل أكثر، وبطريقة واقعية، كما أنهما يريان أن كثيرا من تصرفاته مثل
جميع الأطفال الذين في مثل سنه، وبهذه الطريقة تتحسن مشاعر الوالدين تجاه طفلهما،
وكذلك تجاه أنفسهما.
للدمج أيضًا فوائد تربوية
وأكاديمية لكل من الطلاب والمعلمين فالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الدمج الشامل
يحققون إنجازا أكاديميا مقبولا بدرجة كبيرة في الكتابة، وفهم اللغة، أكثر مما
يحققون في مدارس التربية الخاصة في نظام العزل.
للدمج فوائد اجتماعية
متعددة منها أنه ينبه كل أفراد المجتمع إلى حق المعوق في إشعاره بأنه إنسان وعلى
المجتمع أن ينظر له على أنه فرد من أفراده، وأن الإصابة أو الإعاقة ليست مبررا
لعزل الطفل عن إقرانه العاديين وكأنه غريب غير مرغوب فيه.
دمج طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة
مع أقرانهم العاديين له قيمة اقتصادية أيضَا تعود على المجتمع إذ توظف ميزانية
التعليم بشكل أكثر فاعلية بوضعها في مكانها الصحيح وبما يعود على الطلاب بفوائد
كبيرة فتحول من الإنفاق على الاستخدامات التعليمية الغير المناسبة.
وأجرت الزين (Alzein,2009) دراسة
للتعرف على اتجاهات أولياء أمور ذوي الإعاقة في لبنان نحو الدمج الشامل، كانوا
عينة من 15 شخص. أظهرت النتائج أن اتجاهاتهم كانت إيجابية نحو الدمج.
وقام
بور بيجل ومينرت (Boer,Pijil&Minnaert) بدراسة تناولت
اتجاهات أولياء الأمور نحو الدمج الشامل وكانت النتائج إيجابية وتؤيد الدمج.
ختامًا، دمج أطفال ذوي
الاحتياجات الخاصة في التعليم العام حق من حقوقهم كأفراد بهذا المجتمع، ونتائجه
كانت إيجابية مما يثبت أهميته وفاعليته، وأرجو أن نرى في بلدنا دمجًا شاملًا في
التعليم والمجتمع.
هياء حسن الشكره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق